زهرة الحسين زهرة تفتحت في آفاق هذه الدنيا لتنير ضياء الحياة بعطرها الفواح وبسيرتها المباركة طفلة أعانت منذ صغرها لحمل راية الحق والرسالة المحمدية وترعرعت في أحضان سيدها ومولاها الحسين وملاذ الأيتام السيدة زينب عليها السلام ..تفتحت هذه الزهرة الجميلة التي كانت تشبه فاطمة الزهراء عليها السلام وكان الإمام يحبها حب لا يوصف تشع منها الأنوار الإلهيه والنفحات الربانية التي تربت عليها منذ فتحت عينها في هذه الدنيا ..الزهرة تتفتح برائحتها العطرة والنسمات الرحمانية والعناية الإلهيه وتعطي رائحة زكية للمجتمع هكذا طفلة الحسين فتحت عينها في بيت الرسالة ومعدن النبوة ومهبط الوحي وفي أحضان الإمام الحسين وربيبة الرسالة السيدة زينب عليهما السلام وفي نسمات وعطر بيت المصطفى ترعرعت السيدة رقية وتكنى بفاطمة الصغرى . لم تكن طفلة كباقي الأطفال كانت إمرأة رسالية للمجتمع وتعلم الأطفال منبع الطفولة وكيف أن يتعاملو مع والديهم , بل كانت مدرسة لكل طفل وطفلة يا سيدتي أنت التي حققت المجد والأنتصار سيدتي بصبرك وببرائتك وبدموع عينيك وبحسراتك على أبيك أنت التي رسمت منهجاً ودرباً للأطفال الحسين .
حضرت السيّدة رقية(عليها السلام) واقعة كربلاء، وهي بنت ثلاثة سنين، ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى، لما حلّ بأبيها الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من القتل، ثمّ أُخذت أسيرة مع أُسارى أهل البيت(عليهم السلام) إلى الكوفة، ومن ثمّ إلى الشام
.
وفي الشام أمر اللعين يزيد أن تُسكن الأُسارى في خربة من خربات الشام، وفي ليلة من الليالي قامت السيّدة رقية فزعة من نومها وقالت: أين أبي الحسين؟ فإنّي رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً، فلمّا سمعن النساء بكين وبكى معهنّ سائر الأطفال، وارتفع العويل والبكاء
.
فانتبه يزيد (لعنه الله) من نومه وقال: ما الخبر؟ فأخبروه بالواقعة، فأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها، فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطّىً بمنديل، فوُضِع بين يديها، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف نادت: «يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه مَن الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه مَن الذي أيتمني على صغر سنّي؟ يا أبتاه مَن بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر»؟
ثمّ إنّها وضعت فمها على فمه الشريف، وبكت بكاءً شديداً حتّى غشي عليها، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة، فعلى البكاء والنحيب، واستجدّ العزاء، فلم يُرَ ذلك اليوم إلّا باكٍ وباكية
.
«
السلام عليك يا أبا عبد الله يا حسينُ بن علي يابن رسول الله، السلام عليك يا حجّة الله وابن حجّته، أشهد أنّك عبد الله وأمينه، بلّغت ناصحاً وأدّيت أميناً، وقلت صادقاً وقُتلت صدّيقاً، فمضيت شهيداً على يقينٍ، لم تؤثر عمىً على هدى، ولم تمل من حقٍّ إلى باطل، ولم تجب إلّا الله وحده.
السلام عليكِ يا ابنة الحسين الشهيد الذبيح العطشان، المرمّل بالدماء، السلام عليكِ يا مهضومة، السلام عليكِ يا مظلومة، السلام عليكِ يا محزونة، تنادي يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك، يا أبتاه من الذي قطع وريدك، يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سنّي، يا أبتاه من لليتيمة حتّى تكبر
.
لقد عظمت رزيّتكم وجلّت مصيبتكم، عظُمت وجلّت في السماء والأرض، فإنّا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، جعلنا الله معكم في مستقرّ رحمته، والسلام عليكم ساداتي وموالي جميعاً ورحمة الله وبركاته
».
تمت بعون الله تعالى
2011/1/9
الموافق : الأثنين
سليلة زينب
2011/1/9
الموافق : الأثنين
سليلة زينب
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي المنتظر (( عجل ))..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق