عهد الأربعين

عهد الأربعين

أمتزاج الأرواح وتناغمها لهي السعادة الحقيقة فما بالكم لو كان حب الحسين يكتنفها ويضمها ويوحدها ويخلدها بخلوده يمجدها بمجده يجعلها أزلية حتى مع فناء الأجساد تتعانق الأرواح رغم بعد المسافات وتسلم القلوب الزاكية المستنيرة على بعضها تتحاكى نعم تتحاكى بلغة لا مثيل لها بلغة القلوب السامية حين تعجز الكلمات عن الوصف لا يبقى سوى ضجيج الصمت الزاخر بالهتافات القلبية (( لبيك يا حسين )) نسير بدربك يا أبن البتول ..
لما كان عالم الأرواح قبل خلق البشرية أن الله سبحانه وتعالى كان ينادي بمعشر الأنبياء والأوصياء الصالحين من الذي سيقتل من أجل الله وينادي بمصيبة واقعة الطف من منهم يتقدم ويأخد هذه الراية العظيمة على حسب إمكان روحه وإيمانه كلهم لم يتقدموا تقدم الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ليحمل الراية العظيمة وصاحب الراية لا يستلمها الا هو يطبق القرآن والقرآن مع الحسين بن علي بل حملها على عاتقه لأنه في نفحات الرحمن الولائية والملكوتية عندما تقدم في معشر الأنبياء هنا جاء نداء من قبل الله سبحانه وتعالى بأنك تقتل يا حسين وتسبى نسائك من بلد الى بلد ويقتل أحبابك وأهلك وانت تنظر إليهم صرعى على بوغاء كربلاء أتقبل يا حسين جاء نداء الحسين لبيك يا رب لبيك روحي وبدني لبيك نفسي وأهلي لبيك بقتل عبد الله الرضيع لبيك بقطع كفوف العباس لبيك بولدي علي الأكبر لبيك بعريس كربلاء لبيك بقتل أنصاري لبيك بقتل أولادي وأحبابي لبيك بحرق خيامي لبيك بسبي نسائي لبيك بنحري المنحور لبيك بجمسي المقطع يا رب لبيك يا الله لبيك يا الله لبيك يالله
وعندها تقبل الله من الحسين عليه السلام وجاء النداء يا حسين بأن لك خزائن السماوات والأرض لأنه الله أكرم الأكرمين الحسين عشق الله بأعلى مستوى من العشق والذوبان في لله وان الله سبحانه وتعالى جعل القلوب والأفئدة تهوي اليه بكل جنون لأنه نور من الله يتباهى في السماوات والأرض لذلك خلد الحسين بن علي بن أبي طالب لأنه أراد الدين يعلو ويسموو ويرتفع بذكر الله لا يريد جنود الشياطين يتربعون في هذه الأرض وانما يريد أعلاء كلمة الله فعلى الله مقامه في الدنيا وفي الآخرة ..
كما كان في عالم الأرواح كانت قلوب الشيعة والمؤمنين تهوي الى واقعة الطف بل حضروها في عالم الروح كأنهم سجلوا البيعة مع الأمام الحسين عليه السلام والتعزية عليه في كل بقاع الأرض لذلك القلوب تتنور وتبصر في أيام ابي عبد الله الحسين عليه السلام عاشوراء خلق الحسين الى جميع العالم وهذه الأرواح التي تذوب في فناء الحسين عليه السلام سجلت العهد والبيعة والميثاق من عالم الأرواح مع الإمام الحسين عليه السلام رغم انهم لم يحضروا هذه الواقعة بأم العين وانما ترى بعين البصيرة والقلب المنبير وترى في عالم الروح ليس عالم الماده هكذا فجرت يننابيع الثورة يا ابا عبد الله الحسين فتهوي اليك القلوب من كل مكان لتنير الى نورك العظيم يا أبن رسول الله إن الله استودع في أسرار لقلوب وأفئدة المحبين لك سر عظيم لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى ...
سيدي ابا عبد الله حتى الأرض تتفاخر بوجودك يا أبن رسول الله

إن أرض الكعبة
قالت
من مثلي وقد بنى الله بيته على ظهري
ويأتيني الناس من كل فج عميق
وجُعلت حرم الله وأمنه
فأوحى الله إليها

أن كفي وقري
فوعزتي وجلالي
ما فضلت به فيما أعطيتُ به أرض كربلاء
إلا بمنزلة الابرة
غمست في البحر فحملت من ماء البحر
ولولا تربة كربلاء ما فضلتك
ولولا ما تضمنته أرض كربلاء لما خلقتك

ولا خلقت البيت الذي افتخرت به فقري واستقري

)

سيدي أبا عبد الله أن القلوب تزورك من القريب والبعيد تهوي إليك النفوس بكل حرارة القلب وإن قلوب المؤمنين حسرة وتأسفاً على ما دهاك يا أبن رسول الله هكذا نرى كربلاء ثائرة وبنور الولاء جاؤوا يجددوون عهد الحسين والميثاق والبيعة لك يا أبن رسول الله كي يرتوي من نورك الشاسع على العالمين من كل بقاع الأرض تتزاحم الأنس والجن وكل المخلوقات كي يتشرفون بحضرتك في القبة النوراء الذي اذا دعي بها الداعي استجيب له وأمان من يوم المحشر هكذا صرخات الولاء تعلن في الحضرتين العباسية والحسينية بهتافات لبيك يا حسين

لو قطعو أرجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين
بهذه النفحات الروحانية بهذه القلوب المطمئنه هنا يتعالى وتتباهى الملائكة بزوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام في يوم الأربعين ارى تزاحم الزوار في الحضرة الحسينية ليجدود العهد والبيعة ان لم يجبك بدني عند استنصارك فقد أجابك سمعي وبصري وروحي وجلدي ولحمي سوف تجسد في واقع الحياااة وستجدد ثورة الحسين بظهور صاحب العصر والزمان عجل الله له الفرج وعندها تزحف الملاااييين لك يا بن الحسن لأعلان الثورة الأبدية والباقية والدولة المحمدية التي سوف تعلوا بدم الحسين وسيظهر قائم آل محمد وسيكون هو حسيني العصر يسير بسيرة جده الحسين بن علي بن فاطمة وهنا سوف يكون أنتصار الدم على السيف مثلما ذهبوا زوار الحسين تاركين كل ملذات الدنيا وأهليهم وذويهم هكذا لظهورك سيدي يا أبن الحسن نسأل الله بحق جدك الحسين بن علي بن أبي طالب أن نكون من أنصارك وأعوانك والمستشهدين بين يديك بحق محمد وآل محمد ..

نجدد عهدنا ونغسل ما لحقنا من ذنوب وزلات ومن أذى الأيام وقسوتها نغرس النبته الذابله غرساً طيباً بنفحات الحسينوأهل بيته عليهم السلام ونسير في كل زمان ومكان نجدد عهد الأربعين وفي كل عالم من عوالم ( عالم الأرواح وعالم الاصلاب وعالم الذر وعالم الرؤويا وعالم الدنيا وعالم الموت وعالم البرزخ وعالم المحشر )) سيلبيييييك الندااااء يا أبن البتول ونجدد عهد الأربعين في كل مكان واعلان الولاء والأخلاص إليك يا أبن حيد الكرار ...
وصلوا كربلاء .. وما أن لاحت لزينب عليها السلام .. لوائح كربلاء .. تزفّرت وحنّت وأنّت أنّة عظيمة كادت أن تخرج روحها معها .. وأخذت تخاطب كربلاء

:
يا نازلين بكربلاء هل عندكم ** خبر بقتلانا وما أعـــلامهاما حال جثة ميتٍ في ارضكـم ** بقيت ثلاثا لا يُزار مقامهـــابالله هـــل رفعـــت جنـــازتـه ** وهل صلى صلاة الميتين إمامهابالله هل واريتموها في الثرى ** وهل استقر في اللحود رمامها
اجابتها كربلاء :

ما غسلوه ولا لفوه في كفن **
يوم الطفوف ولا مدوا عليه الردى
عارٍ تجوب عليه الخيل عادية
حاكت له الريح سافي مئزر وراء

قبر الشهيد ابن اُمّي بانت لنا أنواره

قبرٌ عسى يالوالي ما تنقطع زوّاره
يا كربلا باترابك صار القبر والحاير
يا كربلا ردّيهم رحمي لقلب طاير
يا كربلا من فضلك صرتي ملاذ الزاير
كلمن يزورك يستر يوم الحشر بابشاره
يا كربلا ردّيهم واعلى العزيزة احشاها
ردّي حشا من شبت نار الحزن باحشاها
ترجع بلا وليانها ما ينتظم ممشاها
في شيلتي يا كربلا اُوفي رجعتي محتاره
ياهي امصيبة امنها اضلوع الصدر تتحنى
يوم دخلنا المجلس فيه الزمر والغنا
مجلس يزيد الفاجر يضحك علينا ابسنه
شامت علينا بالفرح يترنم اباشعاره
ياهي امصيبة عظمى اُوياهي امصيبة شنع
ايوم دخلنا المجلس واحنا بليا قنعه
واتذكرت اسكينة قامت تصيح اُوتنعى
ترضى يبويه ندخل في مجلس الخمّاره
عتبي على اللي غابوا من عزوتي وارجالي
في كربلا خلّوني حرمة بليا والي
واحسرتي واذلي يبكي عدوي الحالي
في وين اصك ابراسي من كثرة النظاره
اُوعتبي على فرسان راحت ابأيد اعدايه
يوم الحرب والرنّة باسيوفهم فرايه
مثل الضواري الجايله تحت العلم والرايه
اُوعتبي على فرساني ما صبحوا بالغاره


السلام عليك يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا

خادمتك

تمت بعون الله تعالى
يوم الأربعاء
26/1/2010
سليلة زينب

ودمتم برعاية بقية الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي المنتظر (( عجل ))..