آل عمران وبكائهم للحسين ع
بسم الله الرحمن الرحيم
:{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) }
لنفحات الرسالة الإلهيه عبير عطرها يشذو بين سلسلة الحياة البشريه إن الله سبحانه وتعالى خلق البشر كافه ولم يخلقهم عبث بل جعل لهم عناية إلهيه ربانيه من بينهم الا وهم الشجرة الطيبة أصلها في السماء وفرعها في الأرض وثمرها يجني مدى الدهر بنور الله سبحانه وهي تجلي وتمحيض العبودية لله الواحد الأحد كي يعرفوا البشر بأحب الخلق الى الله سبحانه وتعالى هم الأنبياء وهم الشجرة المثمرة والتي زاد اثمارها الطيب هم محمد وآل محمد وتفردت ثمارها عن باقي الثمار وهي الشجرة النيرة في السماء والأرض ويسبح لها الملائكة وفي الأرض واجعل افئدة الناس تهوي إليهم ..
من بين الشجرة الطيبه التي نباتها نبات حسن وهي التي لم يمسها اي دنس نسلها طيب من نسل آدم الى خليل لله إبراهيم الى ان الله جعل في صلبه خيرة النبين والمرسلين الا وهم آل عمران وآل إبراهيم
وعندما جاء بالنبي عمران اخبره الله تعالى سيلد له نبياً يحيى الموتى ويبرأ الأكمى والموعود لبني اسرائيل حينها كانت زوجته حبلى وكان مع في ذلك الزمان النبي زكريا عليهم السلام وكان يقف دائماً بجانبه وبني اليهود كانوا يكذبونهم بالأقاويل وانما هي الا أساطير الأولين وكان في ذلك الزمان عند اليهود لا يجوز للمرآة ان تذهب الى بيت المقدس وليس للمرأة حقوق مثل الرجل وانما تهان كرامتها وتسحق وليس لها حق ان تتكلم فأنها يهدر دمهاولكن الله لا يريد ذلك وانما جعل للمرأة حقوق كما للرجل حقوق واراد ان يساوي بين المرأة والرجل وعندما كانت زوجة النبي عمران حبلى وبينما هي تحمل في احشائها طفلاً ذهب النبي عمران الى جواره ربه الكريم وأوصى النبي زكريا بمولده الذي سيأتي هو الذي يتكفل برعايته من بعد الله سبحانه تعالى فأوصى بها خير وعندما ولدت السيدة مريم عليها السلام اعترض اليهود عليها وازدادو طغياناً وتمردا وحينها كانت في بيت المقدس تعبد الله الواحد الأحد وكانت طاهرة مطهره وعندما ذهب النور وبقي نور النبوة في زكريا عليها السلام تكالبت عليه اليهود والنصارى بأنها كبر في السن ولم يأتي له طفل يكون من بعده نبيا ولم يكن له معجزة من الله أو وحي وانما كانوا يكذبونه ويرجمونه بالأقوايل وافعالهم وكان محتسباً صابر وعندما جعلو يتشمتون عليه اليهود بأنه لا ينجب هنالك دعا زكريا ربه (( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ))
واذا هو يناجي ربه بإنكسار القلب واوحى الله تعالى له جبرائيل فقال له يا زكريا ان الله يقول لك اذا دعيت بهذه الأسماء الخسمه سيعطيك ولداً مباركاً وهنالك قال جبرائيل يا زكريا ادعوا اللهم بحق فاطمة ومحمد وعلي والحسن والحسين أن يهب لك ولداً سويا وحينما قام يلهج بإسمائهم قال اللهم بحق فاطمة ومحمد وعلي والحسن وعندما وصل الى الحسين انقبض قلبه وتأتي اليه حرارة في قلبه ولم يعلم لما واعاد الدعاء 3 مرات وكلما يصل الى الحسين يلتهب قلبه بالحزن وتخنقه العبره ولم يعلم لما فحينها سأل زكريا ربه ربي مالي كلما ذكرت خامسهم خنقتني العبره وانقبض قلبي فحينها قال الله الى جبرائيل ان يخبره بما يجري على الحسين عليه السلام في أرض يقال لها كربلاء يقتل مظلوماً لأجلي ويسفك دمه على صحراء نينوى لما سمع ذلك زكريات تحسر على سبط النبي وما يفعله القوم به وبكى بكاء وعظم الأجر لرسول الله خاتم المرسلين محمد وحينها قال يا رب اجعل لي ولداً يقتل ويهدى رأسه من بلد الى بلد كأبن بضعة النبي محمد لأواسي به خاتم المرسلين محمد والحوراء الانسيه فاطمة الزهراء والوصي علي المرتضى وسيد شباب اهل الجنه الحسن المجتبى لكي انصب لهم العزاء وانعى حسينا ..
وحينها جاء النداء من الله الواحد الأحد ((يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ))
1. وحينما خرج من المحراب لم يكلم الناس وانما بالاشارة فقط وعلم الناس بأنه سيولد له يحيى وعندما كانت زوجة يحيى حبلى كانت السيدة مريم تبلغ من العمر السادسه عشر من عمرها وحينما كانت تتعبد فارسل الله تعالى اليها ملك وعندما رأته احست بالخوف فقالت ((قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا
1. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا َقالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا َفنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ))
وحينمت ولد لآل عمران نوران من الشجرة الطيبة النبي يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم وحينما اجتمع آل عمران مع بعضهم وهم (( زكريا وزوجته والسيدة مريم والنبيين عيسى ويحيى )) نظر اليهم النبي زكريا عليه السلام فدمعت عيناه ونصب المأتم على الزهراء عليها السلام حينما نظر يحيى نادى واحسينا آه لمصابك يا ابا عبد الله آه لمصابك يا بن بضعة النبي آه لمصابك يا بن حيدر الكرار آه لمصابك يا أخ السبط المسوم الحسن كلما نظرت الى ولدي وحبيبي يحيى واتخيل مصرعه امام نظريه وما يفعل به القوم ويخضب رأسه على يد بغي من بغايا بني اسرائيل ويهدى رأس من بلد الى بلد ولكن ليس معه نساء ولا أهل بيته ولا طفلاً يقتل من الوريد الى الوريد ولا أخاً يناصره كالعباس ابن علي قمر بني هاشم ولا أختاً تسبى من بلد الى بلد كزينب بنت علي فخر المخدرات ولا ابناء كأبناء الحسين بن علي الأكبر يقطع بالسيوف ارباً اربا ولا ابن كزين العابدين عليل ومقيد بالسلاسل والحديد وهو إمام زمانهم ولا بنات كبنات الحسين سكينة تضرب وتسبى ورقيه تموت ظلماً على رأس أبيها ولا أصحاباً كأصحاب الحسين بن علي في يوم عاشوراء آه لك يا بن خاتم المرسلين محمد كلما نظرت الى ابني يحيى ازادادت شعلة الحسرات على سبطك وثمرة فؤادك الحسين ان ولدي يقتل ويحمل رأسه وذلك طلبت يا رب واشهد علي لأواسي محمد وآل محمد في العزاء على ابنهم الشهيد القتيل المظلوم وحينها احتضن ابنه يحيى والكل يبكي في بيت آل عمران لما سمع ذلك المصاب فقبل يحيى رأس ابيه زكريا فقال يا والدي عندما اقتل ويهدر دمي فلا تبكو علي وانما ابكوا لمصاب سيد الشهداء وعظم الأجر لمولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام واذكر حزنها على فلذة اكبادها واجعل الدمع الهطول لإقامة العزاء على سيد شباب أهل الجنه الحسين الشهيد لبيك يا حسين يناديك يحيى بن زكريا وانا بعيد المدى ولكن روحي وقلبي وعقلي لألبي الشهادة بين يديك وان كنت بعيد المدى أن لم يجبك بدني عند استنصارك فقد أجابك سمعي وبصري ولحمي فها أنا أقتل كما تقتل يا ابن رسول الله لأواسيك في الأرض ويوم المحشر حبيبي يا حسين كل المصاايب هونتها مصيبة حسين وحينما سمع ذلك زكريا من يحيى ضجوا بالعويل والبكاء وقالت السيدة مريم وهي تبكي ودموع عينها تجري على وجنتيها أعزيك يا سيدة نساء العالمين بإبنائك المظلومين ما بين مسوماً ومقتول جعلهم الله لك يهتدى بهم من الظلاله الى سبيل الله الواحد الأحد فجزاك الله خير الجزاء يا بنت خير خاتم المرسلين محمد وحينها قال عيسى لأمه السيدة مريم يا أماه ما أصعب على الأم أن ترى ابنيها مقتولين مظلومين في دار الفناء بين الظالمين ويقتلون على ابناء بغايا الأرض يا أماه ان سيدتي الزهراء عليها السلام تنصب على ابنائها في السماء والأرض المأتم وملائكة السماء والانس والجن يبكي لمصاب محمد وآل محمد وحينها عندما نظر النبي زكريا عليها السلام الى النبي عيسى قال له يا بني ان الله سيرفعك عن القوم الظالمين وستكون طالباً لثأر بنت خاتم المرسلين محمد مع المهدي المنتظر الموعود الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا وسترفع راية الله مع صاحب العصر والزمان فكن مع نصيراً الى قيام يوم الدين حتى تأتي يوم القيامة وأنت قد نصرت الزهراء عليها السلام وترفع رأس والدتك السيدة مريم العذراء بك يا ولدي لأنك كنت خيراً لأبن بنت رسول الله وقد نصرتها بروحك مع ابنها صاحب العصر والزمان طوبى لمن نصركم وكان معكم فأن لم يلتحقوا بركب الحسين فركب الحسين يسير مدى الدهر بنور محمد وآل محمد فيلتحق بركب الخلود ونبراس الولاء المهدي المنتظر عجل الله له الفرج فجعلك الله نصيراً للحق مع صاحب الحق والرايه محمد المهدي المنتظر عجل الله له الفرج وبلغه عني السلام وعزيه عني بمصاب والده المظلوم الشهيد الحسين عليه السلام ...
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي المنتظر(( عجل))
الأربعاء
11:13
الصبح
18-1-2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق