الأربعاء، 22 فبراير 2012

عـــــــــــــــــ الجنه ـــــــــــروس

بسم الله الرحمن الرحيم

عروس الجنه

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

بلسم من الجروح النازفه بعد عذابات السنين تلوذ بألمها وحسرتها في دنيا البلاء التي قدر الأجل المحتوم أن يأخد أحبتها أمام ناظريها أحباب لا يوجد مثلهم في البشر صرعوا على بوغاء كربلاء ذهبوا الى الله فخلدت نفوسهم الى قيام يوم الدين مع أبي الأحرار سيد الشهداء عليه السلام فازو والله فوزاً عظيما تركو الدنيا بما فيها وذهبوا الى دار الخلود ..
ومن سكنت نفسه مؤمن بالله وبرسوله عشق الله منذ نعومة أضافره ترعرع في بيت الرسالة زوجها القاسم بن الحسن هو في ريعان الشباب عندما تزوج في واقعة الطف من ابنة عمه الحسين ع سكينة بنت الحسين كانت سكينة  مذهوله من مصائب كربلاء ولكن وافقت على ابن عمها ذلك من إماميها الحسن والحسين عليهما السلام والقاسم كذلك لأنهم إمامي زمانهم ولا يمكنهم الرفض وكان القاسم عشق الشهادة مستبشراً يريد نصرة ابن بنت رسول الله وكان حديثه مع زوجته حول موضوع الخروج الى الميدان وكانت تنعى نفسها وتنعى احبابها وصرخت بدموع حارقه تلتهبها مرارة الألم عمااه يا عبااس أن عزيزتك سكينة سوف تتزوج وانت على الرمضاء بلا غسل ولا كفن عماه يا عباس ان عزيزتك سكينة ستوف تترمل بعد لحظات ليلتحق بركبك زوجي القاسم عماه يا عباس حنتي ستكون خضاب المنيه عماه يا عباس ستيتم عزيزتك بعد رحيلكم يا قمربني هاشم عماه يا عبااس ان عزيزتك سكينة ستموت من الألم انهض وزفني معهم يا عم حينها صرخت العلويات وزفوا الشباب الى ساحة المعركة وقاتل قتال الأبطال حتى مضى على الأرض صريعا وجاء به الحسين ع الى الخيمه وهو محني الظهر وزوجته وامه وزينب  تنعى عليه وحينها جاءت سكينة بالردن المقطوع التي اهداها اياها القاسم فحضنتها فابتسمت وتبكى بكاء بحرقة الفؤاد يا بن العم سألتقي بك في دار الآخرة مع أمي الزهراء البتول وأبي علي الكرار ونبي الأمة محمد وسيجمع الله بيني وبينك فصبراً جميل والله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وحينما سار الضعن الى المدينة المنوره بالحنين والبكاء والألم وعروسهم تنعى عريسها القاسم وكل أحبابها وكانت من العمر أنذاك 14 سنه أحساسها التي لا تتحمله أي فتاة وهي مقبله على الزواج زوجها يقتل في يوم زواجها ما أعظم صبرك يا بنت الحسين لأن قلبك مفعم بإيمان بالله وحب الله ورفع كلمة الله أكبر تضحيات ضيحت بها يا بنت الحسين وانت تحملين ذلك الشعور الذي يهيج الوجدان في داخل مشاعرك كنت تريدين بيتاً يكون في ذكر لله وأهل بيته كم شعور كنت تشعرين به تمنيت ان تكونين زوجه تفرح في ذلك الزفاف وانما زفت لك دماء الشهادة وتحنيت بحناء الشهادة وارتديت لباس الحزن فقدت الاحباب ومن بعد الاحباب يا سكينة ترملت وأنت في يوم الزفاف ما أصعب المصااب والجرح الذي ينزف في قلبك ومن بعد فقدك زوجك تيمت بأبيك الحسين وهي أعظم مصيبة التي زلزت ركن الشريعة أي قلب تملكينه يا بنت الأكرمين أي صبراً تصبرينه يا بنت النور المبين وسنين الأيام تمر من عمرك بعذابات السنين وألمها وحسرتها تمر من عمرك الذبول كل فتاة تتمنى ان تصبح أماً فكيف بنت الرسالة تمنت ان تصبح أماً واولادها حولها عاشت في تلك السنين المؤلمه وكانت تتمنى اولاد ليذكروا الله ويسيرون بسيرة النبي الاكرم محمد (ص) وبعد عناء الأيام وقساوتها ومرارتها عندما ودعت الدنيا الفانيه وكتب الله لك الأجل المحتوم وهو لقاء الله شاكياً اليه ما جرى من القوم الظالمين ذهبت روحها الزكيه الى العلي الأعلى وبعد مرارة الروح التي مرت بها والمعاناة التي عانت بها وهي في العمر 70 سنه من وجع القلب ولهيب الحزن واليتم وانطفت شمعة كانت تضيء بإسم الحسين وتخلد الحسين وأنصار الحسين ورسمت ملمحمة في الدهر لا ينساها الزمان فيه رفع النصر براية ابي الأحرار أبي عبد الله الحسين عليه السلام ..
نعم عندما عرجت روحها الى الملكوت الاعلى كان ينتظرها في جنان الخلد النبي محمد (ً ص) وأبيها علي الكرار وأمها فاطمة بنت محمد وعمها الحسن وأبيها الحسين وعمها العباس والمحسن وعمتها زينب وكل أحبابها كانت نفوسهم مخلده واحتضنوها الى ان التفت يميناً وشمالا ولم تجد ابن عمها القاسم فسألت عنه فقالوا لها سوف تتزوجين في جنان الخلد وتزفك الحور العين وسيكون لك زفاف لم يكن أحداً في العالمين مثلكم فالله يعوضكم بزواج الآخرة ((مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ )) فهيأ الله لكم من رحمته زفاف في جنات الخلود ذلك (((سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ))) وحينها مسك الإمام علي ابنه القاسم عليه السلام ومسكت فاطمة الزهراء عليها السلام بأبنتها سكينة وعقد رسول الله عليهم عقد القران والأمامان ينظران اليهما ودموعهم جاريه الحسن والحسين واتى الإمام علي عليه السلام بالقاسم الى الى سكينة ووضعت الزهراء عليها السلام يد سكينة بيد القاسم فقال الحسن عليه السلام لولده يا ولدي ان الله اعطاك زوجة صابراً ولم تكن مثلها زوجة في العالم تصبر على هذا المصاب فقد عرفتك يا ولدي بهذا الردن المقطوع والعهد التي بينك وبينها فهنيئاً لكما هذا الزفاف المبارك في ملكوت الله وفي جنان الخلد ...
ثم اتى الحسين عليه السلام ودموعه جاريه فذهب الى ابنته سكينه فقال لها يا ابنتي ان زوجك أحب الله فأحبه الله وكتب الله له ركب الشهادة فعرفك يا بنيه من بين الخلائق برأسك المجزوز من عظم الرزيا والبلايا والمصائب هنيئاً لكم زواج الآخرة يا بنتي وحينها اتى الحسين بأخيه العباس ودموعه جاريه على خديه فقال الى ابنته يا سكينه هذا أخي العباس حضر إليك ليهنئك بزفافكم المبارك فقال لها العباس يا عزيزتي سكينة لم اكن في دار الدنيا بعد مصرعي اقوى على الجواب عليك لأنك رأيتني تقطعت أرباً أربا يا ابنتي نعم لم احضر زفافك الممزق للقلوب في عاشوراء ولكن  كتب الله لي ان احضر زفافك في جنان الخلد لهنئك يا ابنت أخي لا يمكنني اراك مكسورة الجناح ولم افعل لك شيئاً فقبل جبهتها وجبهة القاسم فبارك لهم بزواجهم المبارك والا لحضات واذا بالعباس يلتفت يميناً وشمالا ولم يرى أخته زينب بينهم فذهب باحثاً عنها الى ان رأى أمرأة تحمل في كفيها قلادتين فيهما اللؤلؤ ومرجان من الجنه أتت بهم الى عروس الجنان سكينة والقاسم فدمعت عين رسول الله وعلي والزهراء والحسن والحسين والعباس احتضن اخته فحضنته بلووعة سأزفهم يا أخي في دار الخلود وحينما اتت الى السيدة سكينة والقاسم دمعت عيناهم وهم ينظرون لها فقالت لهم زينب يا سكينة ان زفافك في يوم العاشر كان حناء الدم والشهادة يا ابنتي ان زفافك كان لطم الصدور وحرى القلوب وأنين الجروح التي تقطعت في يوم العاشر يا ابنتي انك عروس كربلاء والقاسم دفع مهر العرس في بوغاء كربلاء مرمل بالدماء وهو مهر الشهادة يا ولدي يا قاسم ان عمتكم زفتكم بمرارة القلب والحسرة يا عيون عمتكم ان عمتكم بكت على مصابكم بكاء لا يتوقف يا عروستي سكينة ان عمتك لما رأت عروسها تنهار بين يديها ولهيب الحزن واليتم في عينيك تفطر قلبي يا ابنتي اعلم يا ولدي يا قاسم ان عمتك زينب لما نظرت لك وانت مقطع ارباً اربا اعلم بأني جروحك أصابتني في كل ذرة مني أعلم يا ولدي أن عرسكم فطر قلبي ولهب أحشائي وقد قلت الى ابنتي سكينة ان عرسنا أجلناه الى يوم الآخره وها نحن اليوم في جنة الخلد بين يدي الرحمن وقد جمعكم وهذا كتاب الله الذي استشهدت من أجل أن يذكر الله وكتابه واهل البيت هديتاً مني لكم يا عروس الجنه ومعرس الجنه وهذه قلادتك يا وردتي سكينة من عمتك زينب وهذا قلادتك يا ولدي يا قاسم من عمتك زينب هنيئاً لكم زواج الآخرة يا نظاري عيني وحينها اتت الرباب واحتضنت سكينة فهنئتها بزواج الآخرة وجاءت رملة واحتضنت ابنها القاسم فهنئته بزفاف الآخرة وحينها عندما كانوا الأنبياء والمؤمنين والحور العين في الجنه العليا والزوجين مع بعضهما فأخدهما رسول الله وتقدم امامهم ومع أسد الله الغالب علي والصديقة الكبرى فاطمة وسيدا شباب أهل الجنه الحسن والحسين كانوا كلهم في صفاً واحد الخمسه أصحاب الكساء ومن بعدهم الزوجين ((( ( سكينة  والقاسم ))) ) ومن خلفهم محمد وآل محمد والأنبياء والمؤمنين والحور العين وحينها سجد رسول الله سجدة الشكر لله وسجد الجميع مع والزوجين على جمع شملهم في دار الخلود ...
الجمعة
10-2-2012
4:39 الصبح
ودمتم برعاية بقية الله الإعظم الحجة بن الحسن المهدي المنتظر (( عجل )


ليست هناك تعليقات: